أحداث 11سبتمبر وانعكاساتها السلبية على القضية الفلسطينية والوجود العربي

أحداث 11سبتمبر وانعكاساتها السلبية على القضية الفلسطينية والوجود العربي

  • أحداث 11سبتمبر وانعكاساتها السلبية على القضية الفلسطينية والوجود العربي

اخرى قبل 3 سنة

أحداث 11سبتمبر وانعكاساتها السلبية على القضية الفلسطينية والوجود العربي

عبدالحميد الهمشري

مرت أحداث 11 سبتمبر في ذكراها الـ 18 مرور الكرام رغم مساهمتها في فوضى الشرق الأوسط وما أحدثته من انقلاب في استراتيجية الولايات المتحدة الشرق أوسطية انعكس سلباً على الدول العربية قاطبة وبلا استثناء عموماً وعلى القضية الفلسطينية على وجه الخصوص ، حيث بدأت ممارساتها الإجرائية بشق وحدة الصف العربي والتجييش ضد الدول الممانعة لهيمنتها في الإقليم الشرق أوسطي « العراق وليبيا» أولاً ، تبعتها بالعبث بأمن واستقرار الدول التي قد تؤثر إقليمياً كسوريا ومصر وشبه جزيرة العرب، واحتضان الدولة الصهيونية ومنح كيانها فرصة كافية لتعميق الخلل القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمصلحته بما اتخذته من خطوات عملاتية ما بعد تدمير مبنيي مركز التجارة العالمي في نيويورك عززتها إجراءات ترامب بترتيب البيت اليهودي على حساب ترتيب البيت الفلسطيني الذي لم يعد له أي ثقل في قاموسه الأحمق  .

فأسهمت ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية في التدخل بشؤون دول واحتلال أخرى وتركها تحت رحمة فوضى تشرف على إدارتها وتمول منفذي أجنداتها لتركها عرضة للنهب والسلب والقتل والتشريد والدمار كما يحصل في العراق وليبيا وسوريا واليمن ، وفي امتصاص خيرات دول أخرى وتركها عرضة لعبث قوى إقليمية صنعتها لهذا الغرض لتعمل على إضعافها والاستسلام لأجندات هذه الدولة المارقة ومنفذاً لها للتدخل والعبث فساداً وإفساداً في شؤون الجميع .

فما شهدته المنطقة من خلال إثارة الفوضى عملت على إضعاف الأنظمة وتدمير وتفكيك القوة الاقتصادية والعسكرية لها وإدخالها في حروب ومتاهات قومية ومذهبية مركبة، لترتيب حدود جغرافية جديدة بعد أكثر من مئة عام قائمة على أساس مذهبي وإثني ، هو من ضمن  ترتيبات مشروع القرن الذي تسعى جماعة الصقور في الولايات المتحدة لتنفيذه لسعادة مواطنيها وحليفتها الدولة العبرية وشقاء وتعاسة دول المنطقة.

هذه السياسات تتم بتوجيهات صقور مجلس الأمن القومي الأمريكي   لزعزعة استقرار وأمن كافة هذه الدول  .. وهذا يعطينا يقيناً أن هناك قوى في الولايات المتحدة رسمت وخططت ونفذت تلك الأحداث لتحميل مسؤولياتها للمطموع بهم العرب والمسلمين الذين يفتقدون لاستراتيجية الحفاظ على وجودهم في عالم يفتقد لمعايير العدل والمساواة بين الدول ولا يحترم الضعفاء.

  بالنسبة للمواطن الأمريكي جرى تجييشه لكره العرب والمسلمين بتوجيه إعلامي ممنهج جعله يعتبر ما جرى في 11 سبتمبر الحدث الأصعب في تاريخ بلاده الذي بدأ عصره منذ قرنين ونصف من الزمان، حيث شاهد سقوط برجي التجارة العالميين كرمزين مهمين في الولايات المتحدة وربما في العالم بأسره ليصبحا أكواماً من الركام والتراب.. فنقموا على العرب والإسلام كون المنفذين وفق الإعلام الممنهج والمسيطر عليه صهيونياً عرباً مسلمين الذين تحولوا بين عشية وضحاها من حلفاء للولايات المتحدة أسهموا في هدم الاتحاد السوفييتي القوة العظمى التي كانت تنافس بلدهم في الهيمنة على العالم ،  فمنحوا القوة الأمريكية سلطة التفرد في تسيير الأمور في العالم أجمع وما كان لهذا أن يحصل لولا الجهد العربي في أفغانستان.

مع أن تدمير البرجين يحتاج لقوة استخباراتية فاعلة  قادرة على التخطيط لإنجاز مثل هكذا عمل إرهابي جرى الترتيب له بامتياز في مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي على ما يبدو اتخذ قراره بالهيمنة على الشرق الأوسط حتى لا تكون هناك قوى مؤثرة فيه تسهم في إعادة ترتيب الأوراق لقوة عربية صاعدة تكون منافسة للولايات المتحدة في المنطقة تزيحها وفق تصورهم  كما أزاحت الاتحاد السوفييتي من القاموس السياسي العالمي ، فعملت على زعزعة الأمور فيه بتنظيمات إرهابية شكلتها كالقاعدة وداعش تسلطها على من تريد في العالم والدول العربية خاصة لتعمل على هدم الدولة العربية لصالح الدولة العبرية القاعدة المتقدمة للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط .

مشاعر معادية للإسلام في أمريكا ازدادت جراء هذا الفعل تمثلت بنسبة 13 ٪ فى أعقاب هجمات سبتمبر مباشرة ما لبث وأن ارتفعت إلى نحو يزيد ربما عن 50 ٪ بعد مرور سنوات عديدة من تلك الهجمات.

الأحداث والمتغيرات المتلاحقة بالمنطقة أدت،كما ذكرت إلى تراجع القضية الفلسطينية عن صدارة الاهتمام في المشهد الإقليمي العربي والدولي، بينما منحت الكيان العبري فرصة كافية لتعميق الخلل القائم في الأراضي المحتلة لمصلحته. وإذا ما استمر الحال على ذلك  وسط انشغال العرب بما يتهدد دولهم من أخطار، واستمرار الانقسام الفلسطيني، والانحياز الأمريكي المفتوح لحكومة الاحتلال، فلن يبقى  هناك مسمى لفلسطين ولا وجود للشعب الفلسطيني في الخارطة السياسية العالمية ، فالأحداث والمتغيرات الجارية في المنطقة تلقي بظلالها السلبية على القضية الفلسطينية، مثلما تقود انشغالات الدول العربية الداخلية إلى صرف الاهتمام عنها.

فالتصريحات الأمريكية المتواترة تعتبر أن تقسيم العراق أصبح ضرورة لإعادة الهدوء الى العراق، كون المصالحة بين السنة والشيعة وفق رؤيتهم أصبح من المستحيلات ، فأهداف مشروع الشرق الأوسط الجديد  الذي تسعى أمريكا وبريطانيا والدولة العبرية هو تقسيمه وتفتيته حيث باتوا يرون

أن سوريا والعراق لم يعودا موجودين ولن يعودا أبداً وفق تصورهم، ولبنان الفوضى وضيق أفق مكوناته السياسية تنخره وليبيا الصراع الداخلي أنهكه ولا مجال لعودته.

وهنالك اجماع غربي على ان الاسلام فوبيا أو صناعة الكراهية في الغرب ضد الجاليات الإسلامية في تصاعد واليمين المتطرف في الغرب والكيان العبري  بالتأكيد هي الأطراف المستفيدة من ذلك فهل تعي الأطراف العربية الرسمية والشعبية خطورة المرحلة والترتيب الصهيو يورو أمريكي ضد دول المنطقة وشعوبها الوجودي.

 

 

التعليقات على خبر: أحداث 11سبتمبر وانعكاساتها السلبية على القضية الفلسطينية والوجود العربي

حمل التطبيق الأن